أفول الدور الأمريكي

تداعيات حرب أوكرانيا ، سيتمخض عنها تشكيل عالم جديد ومنطق مختلف بكل تجلياته السياسية والاقتصادية والعسكرية، فالولايات المتحدة الأمريكية التي كانت هي الآمرة والناهية في العالم منذ ثلاثة عقود ، يبدو أن دوره اليوم  ومكانتها بدأت تتزحزح وتتراجع بعيدا ،وان ما خططت له خلال العقود الماضية من استراتجيات ، ونسجت من سياسات بمعية حلفائها هو اليوم في طريقه إلى الزوال .

فالعصر الذهبي للولايات المتحدة التي انفردت فيه بقيادة العالم ، و رسمت له سياساتها في كافة الميادين من اجل الهيمنة الكاملة على العالم ، تلك السياسة والإستراتجية المدمرة التي نفذتها في أسيا و أمريكا اللاتينية وأوروبا والوطن العربي تنعكس عليها اليوم بارتدادات مدوية ، ستدفع ثمنها ببداية أفول نفوذها بعد أن كانت تجول وتصول في العالم ، تقسم وتجزئ ، تستعمر وتستغل ،تهين وتذل ، تعطي لمن أرادت وتأخذ ما طاب لها...

فالأهداف التي تخطط لها الولايات المتحدة الأمريكية من حرب اوكرانيا كخطوة للتمدد والتحكم في الطاقة والغاز وإبعاد روسيا  لن يتحقق ، بل سيتقوى الدور الروسي والصيني و ما يدور في فلكهما نحو تعدد الأقطاب ، وانحسار دور أمريكيا وإضعاف  حلفائها الأوروبيين ، وسيتبلور عالم جديد ، تتحرر فيه العديد من الدول من ربقة الولايات المتحدة الأمريكية ، وستتغير الكثير من المفاهيم التي كانت تحكم بها امريكا او تهدد بها العديد من الدول ، وتصبح المصالح المشتركة للدول والعودة إلى القانون الدولي وبعض المرجعيات في العلاقات الدولية  قيد الدراسة والمراجعة من اجل ضمان العدل الاستقرار والأمن في العالم . 

م.ل