- وفاة 6 أشخاص حرقا في حادث مرور خطير في قسنطينة
- 8 قتلى في مجزرة مرورية ببجاية
- إنتخابات رئاسية مسبقة في 7 سبتمبر المقبل
- مدير نشر جريدة L'Express زهير مولاي في ذمة الله
الدكتور عبد الرحيم لحرش في حوار للأفق نيوز: الاستثمار في المورد البشري من عوامل نجاح التنمية المحلية
من هو الدكتور عبد الرحيم لحرش؟
الدكتور عبد الرحيم لحرش أستاذ جامعي محاضر وكاتب صحفي جزائري في عدة وسائل إعلامية، حاصل على العديد من الشهادات في المحاماة والصحافة والدبلوماسية وأهمها شهادة الدكتوراه في القانون العام بجامعة تونس المنار بأطروحة بعنوان دور الجماعات المحلية في التنمية في دول المغرب العربي دراسة مقارنة بين الجزائر وتونس يتولى تدريس مجموعة من المقاييس بكلية الحقوق والعلوم السياسية وكلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير وجامعة التكوين المتواصل، له عدة نشاطات في المجال النقابي والجمعوي، وله عدة بحوث ودراسات أكاديمية في العديد من المجلات الوطنية والدولية، كما شارك في العديد من الملتقيات الدولية والوطنية في مجالات كثيرة.
كيف ترى واقع البلديات في ظل الانتخابات المقبلة في 28 نوفمبر؟
لقد قطعت الجزائر شوطا معتبرا في تنظيم الإدارة المحلية، إلا أنها بقيت أمام تحديات كبيرة من أجل إيصال هذه البلديات لمكانتها الحقيقية كنظام لامركزي قائم على الاستقلالية المالية والإدارية وباختصاصات واسعة مثل ما تبنته العديد من الأنظمة الناجحة التي انتهجت هذا الأسلوب.
وإذا كانت النصوص الدستورية والقانونية حددت نطاق هذه الجماعات واختصاصاتها لما يصبوا إليه المواطن من سبل لتجسيد تطلعاته وطموحاته، غير أن هذا الدور بقي معلقا في ظل الأزمات المالية الخانقة والعجز المسجل في ميزانياتها، يضاف له غياب المشاركة الجماعية الفعلية التي مردها الثقافة السياسية والنظرة الضيقة التي تطبع مفهوم التمثيل على مستوى هذه المجالس، أمام تناقضات ترتبط بازدواجية الوظيفة التي يمارسها المنتخبون بوصفهم ممثلين للإرادة الشعبية من جهة وقيامهم على شؤون الدولة من جهة ثانية.
لهذا المحطة القادمة هي محطة ارادة سياسية للتغيير يتبعها وعي شعبي حقيقي وليس عاطفي إذا اردنا أن نغير الوضع الحالي باعتبار ان الانتخابات المحلية الماضية شابها الكثير من التزوير واستعمال وسائل الدولة اثناء الحملة الانتخابية، لهذا على الشعب أن يقدم الكفاءة ويختار الاصلح إذا اراد التغيير والتنمية.
مؤلفك، البلديات والتنمية المحلية، نظريات وتطبيقات، هل هو برنامج خاص لتطوير التنمية في البلديات؟
يعد هذا المؤلف انطلاقة تغيير إيجابي للمجتمع المحلي والذي يلخص تصورا وتجربة في مجال العمل البلدي بآليات جديدة وبمؤسسات تنشأ لدعم عمل الجماعات المحلية في مختلف المجالات على غرار انشاء وزارة خاصة بالجماعات المحلية والتنمية وديوان خاص بوثائق الحالة المدنية الرقمية بالإضافة لمركز وطني مطور لتدريب وتكوين المنتخبين في مجالات التسيير الاداري والمالي والقيادة وأيضا انشاء جهاز خاصة بشرطة البيئة والمحيط يكون تحت تصرف رؤساء البلديات، فهو إذا بمثابة دليل للمنتخبين والمهتمين لمعرفة أهم المعوقات والصعوبات والمشاكل التي تواجه منتخبي الشعب في المجالس المحلية وتعرقل مسار التنمية، في مقابل ذلك يضع المؤلف الحلول التي تساعد المنتخبين في تجاوز هذه العقبات من خلال سبل متنوعة لتنمية الجباية وتشجيع الاستثمار وغيرها من الحلول والتصورات، باعتبار أن الممارسة الميدانية تشير إلى محدودية هذه الجماعات في تسطير استراتيجية تنموية متكاملة، تسبب فيها التقسيم الإداري غير متكافئ وتمركز اقتصاد المدن حول بعض البلديات دون سواها، وعدم تبني مقاربة تنموية جغرافية شاملة.
هل غلب على مؤلفك من خلال احتكاكك كإعلامي وصحفي، أو كأكاديمي؟
هو عمل نظير جهد نظري أكاديمي كمتخصص في شؤون الجماعات المحلية بحكم مذكراتي وأطروحتي ومقالاتي العلمية وحتى مداخلاتي في الملتقيات الدولية والوطنية المتخصصة في مجال الجماعات المحلية وحتى بعض المقاييس التي أدرسها في الجامعة كمقياسي الادارة المحلية والتنظيم الاداري بل حتى اغلب مذكرات الماستر التي أشرف عليها وأناقشها هي في هذا الإطار، تتبعه تجربه ميدانية تطبيقية كإعلامي من خلال المتابعة على أرض الواقع طيلة مشواري الصحفي خلال عشر سنوات بعدة مؤسسات إعلامية مكتوبة ومرئية.
في رأيك ما هو الحل للنهوض بالنقائص الموجودة في أغلب البلديات؟
إن الوصول إلى تنمية حقيقية لا يتم إلا بدور حقيقي واسع الصلاحيات مع استقلالية إدارية ومالية بعيدة عن الخناق الكبير من طرف الوصاية، وهو ما يجب أن يشمل سلسة من الإصلاحات الشاملة التي تجعل من هذه الجماعات منطلق أساسي ودور كبير في العمليات التنموية، من خلال إشراكها في مختلف المجالات باعتبارها محرك أساسي للنهوض بالمجتمع والوحدات المحلية.
ولعل مما يجب القيام به هو توفير المناخ العام الملائم لتطبيق الإصلاحات، الأمر الذي يستلزم إعادة النظر في بناء وأداء الجهاز الإداري حتى يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقـافية العميقة، ذلك أن أي محاولة لإصلاح الجهاز الإداري المحلي تتم بمعزل عن هذه التحولات والتأثيرات البيئية محكوم عليها بالفشل.
كلمتك وتوجيهاتك للمترشحين للانتخابات المحلية المقبلة؟
الاستثمار في المورد البشري من عوامل نجاح التنمية المحلية، فلا يمكن بناء مجالس منتخبة بأشخاص لا يفقهون العمل البلدي، لأن الامور ليست مثلما يتوقعها أي شخص دون تجربة، يكفي فقط تتبع وسائل الإعلام للاطلاع على حجم ما يحدث في هذه البلديات من سوء تسيير رافقه انسداد وعجز مالي لا عادل أمام موارد بشرية ضعيفة وغير مؤهلة، تتبعه مجالس محلية منتخبة لا ترقى إلى تطلعات المواطنين، كل هذا أمام غياب الديمقراطية التشاركية الفاعلة على أرض الواقع، إذ أن الكثير من هذه المجالس بدأت عهدتها على وقع الاحتجاجات وأنهتها بالمحاكم وإفلاس الخزائن والخزائن على وقع قضايا المجالس المحلية المنتخبة.
لهذا على المترشحين أن يتعلموا جيدا أبجديات العمل البلدي والتحكم في التسيير الإداري والمالي قبل الانطلاق الحقيقي في التنمية وأن يكونوا خالصين مع الشعب ويتواصلو معه من خلال فضاءات اعلامية كثير ومتعددة.
حاوره: توفيق حمداش