سفير بولونيا بالجزائر في حوار للأفق نيوز: نصف مليار أورو حجم مبادلاتنا مع الجزائر

تحدث سفير بولونيا في الجزائر السيد: Witold SPIRYDOWICZ في حوار مع جريدة "الأفق نيوز" عن العلاقات التي تربط بلده بالجزائر، على الرغم من كل التغيرات في البلدين، كاشفا في نفس الوقت عن حضور وفد إقتصادي بولوني هام شهر أكتوبر المقبل إلى وهران للمشاركة في قمة الطاقة المتجددة، ER قصد البحث عن مصادر طاقوية أخرى والإجتماع مع مسؤولي الشركات النفطية الكبرى.

الأفق نيوز: مرحبا سعادة السفير، وشكرا لكم لإتاحة هذا الحوار، أولا كيف تقيمون العلاقات بين الجزائر وبولونيا؟ وما هو حجم المبادلات التجارية والإقتصادية بين البلدين؟

السفير البولوني: بولونيا من أول الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر سنة 1962 والتي استرجعت علاقاتها الدبلوماسيه لهذه العلاقات، وبهذا احتفلنا بالذكرى ال 60 لهذا الإعتراف، وبالرغم من التغيرات السياسية سواء في بولونيا أو الجزائر بقيت العلاقات ممتازة وتعتبرها شريك أساسي في إفريقيا الشمالية، هذه السنه تم استئناف التبادل السياسي على مستوى نائب وزير خارجية بولونيا والأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية، وعلى الرغم من التغيرات الجزائر أول بلد في شمال افريقيا من حيث التبادلات الإقتصادية حيث تفوقت حتى على مصر وجنوب إفريقيا بتبادل تجاري بلغ قرابة نصف مليار أورو، وهو رقم غير بعيد ومتقارب مع بلدان أخرى.

الأفق نيوز: استقبلت بولونيا مؤخرا عددا كبيرا من اللاجئين من أوكرانيا بعد اندلاع الحرب، هل هناك أرقام حول عددهم؟

السفير البولوني: منذ 24 فيفري المنصرم، وحتى 13 سبتمبر أمس ( الحوار أجري يوم الأربعاء) استقبلت بولونيا خمسة ملايين و873 ألف أوكراني، وهناك من انتقل إلى بلدان أخرى كألمانيا و فرنسا مثلا، وحاليا يوجد ببولونيا حوالي ثلاثة ملايين لاجىء،

الأفق نيوز: هل ستطلب بولونيا الغاز من الجزائر بعد تهديدات روسيا بقطعه عن أوروبا؟

السفير البولوني: كما تعلمون هناك العديد من البلدان التي باتت تطلب الغاز من الموردين الأساسيين للطاقه، وحاليا بولونيا تقتني الغاز من شريكها وممودها الرئيسي إيطاليا وبعد زيارة الرئيس الفرنسي أظن ان هناك ارتفاع في حجم الكمية عبر أنبوب إيطاليا ، وللإشارة هناك فريق إقتصادي سيقوم بزياره معرض الطاقة المتجددة الذي سينظم في وهران شهر أكتوبر المقبل المنظم من طرف غرفة التجارة والصناعة وطبعا ستجرى مباحثات بين الطرفين الإقتصاديين وهناك ممثلين عن شركات نفطية قصد التباحث مع الشركاء الجزائريين.

الأفق نيوز: خلال زيارتنا الأخيرة لمخيمات اللاجئين على الحدود البولونية - الأوكرانية، لاحظنا تواجد العديد من المنظمات الخيرية، هل قدمت بولونيا تسهيلات لهذه المنظمات لدخولها في هذه الظروف؟

السفير البولوني: صراحة توجد العديد من المنظمات، كالصليب الأحمر، منظمة أطباء بلا حدود...وغيرها التي ساعدناها في تسهيل دخولها للتراب البولوني وللعلم الطلبة الجزائريين الذين خرجوا من أوكرانيا لم نطلب حتى تأشيرة دخول وسهلنا إجراءات الولوج إلى أراضينا، بعد انطلاق الحرب في 24 فيفري المنصرم.

الأفق نيوز: فيما يتعلق بملف التأشيرة، كم عدد التأشيرات التي منحتها بولونيا، وهل هناك تسهيلات الصحفيين للتنقل إلى المناطق في الحدود مع أوكرانيا؟

السفير البولوني: خلال هذه السنة وإلى غاية اليوم منحنى بولونيا 940 تأشيرة، لعلمكم تأخذ تأشيرة شنغن تتطلب على الأقل 14 يوما، وفق القانون الأوروبي، وهناك تأشيرة وطنية، تصدر خلال أيام فقط، لأنها لا تتطلب موافقة شركاءنا، وبخصوص الصحفيين المتوجهيين إلى بولونيا هناك تسهيلات، والأفضل طلب تأشيرة وطنية للإسراع في استصدراها.

الأفق نيوز: هل هناك إمكانية فتح خط مباشر، يربط بين الجزائر - وارسو؟

السفير البولوني: سابقا كان هناك خط مباشر يربط الجزائر ببولونيا خلال السبعينات، وكنت تكلمت مع مدير الخطوط الجوية الجزائرية سابقا بهذا الخصوص، وكما تعلمون أن أزمة كورونا، أثرت على حركة الطيران في العالم، مثلا كانت هناك مبادرة من الأصدقاء في المجر، وتم فتح خط جوي مباشر الجزائر - بودابست، سنة 2016 ولم يكن ذو فعالية ونجاعة إقتصادية، بسبب قلة المسافرين، كما تعلمون أنهم نوجد جالية صغيرة بولونية في الجزائر ما بين 400 إلى 500 بولونية متزوجة من جزائريين، صراحة اقترحنا مثلا رحلة أسبوعية تربط بين البلدان.

الأفق نيوز: هل هناك برنامج للتبادلات في مجال الثقافة و المسرح بين البلدين؟

السفير البولوني: هذه السنة فكرنا في تنظيم معرض فني، (معرص صور بولونيا) خارج العاصمة، وفكرنا في مدينة وهران، الذي احتضننا جمهورها، وسعدنا بزيارة جناحنا من طرف الكاتب الجزائري المعروف ياسمينة خضرا، وفي إطار مهرجان الأوبيرا، تم تنظيم حفلة مع جزائريين لديهم أفكار عن الثقافة البولونية، واحد في العاصمة والآخر في مدينة قسنطينة، التي تحتضن أيضا جمهورا فريدا من نوعه، التي تمتلك هندسة معمارية فريدة، وللأسف كنا سننظم مهرجان الجاز الذي ينظم كل سنة في قسنطينة، لكن صدمنا بوفاة منظم المهرجان بعد ثلاثة أيام على إنطلاقه، وهو مهرجان مهم كثيرا للثقافة لنا.

حاوراه: شيخي عبد القادر أمين - دراج أنيسة ، صورة الأفق نيوز